بين الأمس والمستقبل... إليكم قصة برامج البودكاست

كان ياما كان في التاريخ الحديث، وسيلة إعلام اسمها “برامج البودكاست” شهدت تطوّراً سريعاً وتغيّرات جوهرية في فترة قصيرة.

واستطاعت هذه الوسيلة أن تميّز نفسها عن وسائل الإعلام التقليدية، فزادت شعبيتها نتيجة الإقبال الكبير عليها، بخاصة خلال جائحة كورونا. لذلك، يمكن القول إن برامج البودكاست هي وسيلة الإعلام الأولى في يومنا هذا، وأكثر وسيلة قادرة على جذب الجمهور المتنوّع.

إليكم قصة برامج البودكاست، تاريخها، وبعض الابتكارات والتغييرات الرئيسية في هذا العالم:

بدايات البودكاست

بداية، لا بدّ من الحديث عن كلمة “البودكاست” لمعرفة معناها.

تعود نشأة “البودكاست” الى عام 2004، وقد اخترع الصحافي بن هامرسلي من صحيفة الغارديان هذا المصطلح.

وجاءت كلمة البودكاست اشتقاقًا من كلمتي الإذاعة (Broadcast) وآي بود (iPod) لتعبّر عن البرامج الإذاعيّة حسب الطلب. وبالتالي، يمكن الاستماع الى أي برنامج يختاره الشخص في أي وقت وأي مكان.

وتم تقديم أول خدمة للتدوين الصوتي في عام 2004 من قبل Libsyn.com. ثمّ أدخلت شركة آبل التدوين الصوتي إلى أيتيونز عام 2005.

وتعتبر تقنية الـRSS من أهم الخصائص في عالم البودكاست، إذ يتم من خلالها توزيع المحتوى الصوتي بشكل أوتوماتيكي إلى الجمهور.

ومع السنوات، تطوّرت برامج البودكاست بسرعة لتشمل مجموعة متنوعة من المواضيع والمحتوى. وباتت وسيلة شاملة قادرة على تقديم المعلومات الدقيقة والمميزة حول أي موضوع كان.

انتشار البودكاست

شهدت فترة ما بعد 2004 نمواً كبيراً في أعداد برامج البودكاست وتنوّع المحتوى، مع ظهور منصات إستضافة وتوزيع مثل iTunes وPodbean وغيرها.

ومع جائحة كورونا، زادت شعبية برامج البودكاست بشكل كبير. فخلال العام 2020، تم تسجيل 900 ألف بودكاست في العالم بأكثر من 100 لغة مختلفة، أي ما يعادل 3 أضعاف ما كان عليه عام 2019.

وهنا، لا بدّ من الإشارة الى أن الحجر الصحي ساهم في هذا النمو، إذ وجد مستخدمو الإنترنت أنفسهم يمتلكون الوقت الكافي للاستماع الى البودكاست في المنزل.

ويمكن القول إن سهولة توزيع المحتوى الصوتي وسهولة الوصول إليه، من العناصر الأساسية التي أدّت إلى زيادة شعبيته.

ومع الوقت، بدأت الشركات والمؤسسات في الاهتمام بالبودكاست كوسيلة للتسويق والتواصل مع الجمهور، وهذا أمر واضح جداً في يومنا هذا.

تطوّر التقنيات والمحتوى

شهدت السنوات الأخيرة تطورًا في تقنيات الإنتاج الصوتي مثل تقنيات التحرير والتأثير الصوتي.

ومع الوقت، زادت المنصات الرقمية والتطبيقات الذكية التي تسمح بالوصول إلى البودكاست بسهولة على مختلف الأجهزة المحمولة.

وهنا، لا بدّ من الإشارة الى أن بوديو، منصة البودكاست الأولى في العالم العربي، استطاعت أن تجمع بين تقنيات الإنتاج الصوتي ومكتبة غنية جداً من برامج البودكاست، فأصبحت المنصة المثالية للمبدعين والمستمعين.

ويعتبر تطبيق بوديو من أهم الابتكارات في عالم البودكاست، لأنه يقدّم ميزات مهمة غير متوفّرة على أي تطبيق آخر.

فكل مبدع يرغب بنشر قصته ورفع صوته، يقدّم له تطبيق بوديو تقنيات فريدة تسمح له بتسيجل البودكاست، تحريره، نشره وتوزيعه عبر الهاتف وبسهولة تامة.

أما بما يخص المستمعين، فماذا يريدون غير عدد هائل من برامج البودكاست التي ترضي أذواقهم وتجيب على أسئلتهم في المواضيع كافة؟

إضافة الى ذلك، فالتطورّ في عالم البودكاست لم يقتصر فقط على المحتوى، بل وصل الى تقنيات التسويق.

في الحقيقة، فقد تزايدت أساليب التسويق والترويج للبودكاست، بما في ذلك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتعاون مع الشركات والمسوقين. وهذا ما يبشّر بأن مستقبل عالم البودكاست سيكون مزدهراً.

البودكاست في المستقبل:

من المتوقع أن يستمر النمو في عالم البودكاست، مع زيادة التنوّع والابتكار في المحتوى والتقنيات.

وطبعاً، سيشهد هذا العالم المثير للاهتمام تطوّرات تقنية جديدة وغير مألوفة، قد تجعل تجارب الاستماع أكثر غموضًا وواقعية.

كل هذا، سيزيد حتماً من شعبية برامج البودكاست وتأثيرها في العالم الرقمي وخارجه.