فن إجراء المقابلة... نصائح فعّالة لنجاح مضمون

قد يكون بودكاست المقابلة من أكثر أنواع برامج البودكاست التي تحتاج إلى تحضير وبحث. فن إجراء المقابلة يتطلّب تخطيطاً جيداً وتنفيذاً دقيقاً، لأن أي خطأ قد يؤدي الى شعور الضيف بعدم الراحة وفشل المقابلة.

فإن كنت من عشاق فن إجراء المقابلة، اكتشف معنا كيف يمكنك التحضير لمقابلات ناجحة، بالإضافة إلى أمثلة حول أسئلة تجعل الحوار مشوّقاً.

فن إجراء المقابلة: التحضير لمحتوى مثير للاهتمام

1- التحضير الجيد:

التحضير للمقابلة من أهم الخطوات الأولية التي على المبدع القيام بها بعناية كبيرة جداً. فهذه الخطوة ترسم مسار المقابلة وتقود المبدع في رحلته خلال الحلقة.

وتنطوي خطوة التحضير الجيد على 3 نقاط أساسية وهي:

– البحث عن الضيف: معرفة الضيف جيداً أمر ضروري لنجاح أي مقابلة. لذلك، يجب أن يقوم المبدع بالبحث اللازم ليتعرّف الى ضيفه أكثر، يكتشف أعماله واهتماماته وخلفيته المهنية لطرح الأسئلة المناسبة عليه.

– معرفة الجمهور: هذه النقطة هي الذهبية والأساسية في أي خطوة يقوم بها المبدع في عالم البودكاست. فمعرفة الجمهور ضروري للنجاح في عالم البودكاست. وفي ما يتعلّق بفن إجراء المقابلة، من المهم جداً أن يعرف المبدع جمهوره لتوجيه المحادثة ومسار المقابلة نحو الطريق الصحيح.

– إعداد الأسئلة: بعد البحث الجيد عن الضيف ومعرفة الجمهور، يمكنك كتابة الأسئلة المناسبة التي ترغب في طرحها. كذلك، احرص على تحضير أسئلة متابعة، لأن هذا الأمر يجعل الحوار سلساً، طبيعياً وأكثر تفاعلاً. كما عليك أن تفكّر في ترك مجال للأسئلة التلقائية والعفوية خلال الحلقة. هذه الأخيرة قد تكون أهم من الأسئلة المحضّرة.

2- البيئة المريحة:

خلق بيئة مريحة يقرّب الضيف والمبدع فيشعران بالراحة خلال الحديث.

– التواصل مع الضيف: هذه الخطوة تبعد التوتر وتبني علاقة جيدة مع الضيف وتقود إلى نجاح المقابلة. وهنا، يمكنك أن تضع الضيف قبل الحلقة بالصورة العامة للأسئلة، بدون أخذ الإذن منه حول طرح الأسئلة. بهذه الخطوة تعرف ما إذا كان هناك موضوع معيّن لا يرغب في مناقشته، فيكون مرتاحاً لأنه يعرف مسار المقابلة. بالإضافة الى ذلك، من المهم أن تتطرّق الى المواضيع المثيرة للجدل بلباقة وتستعد جيداً الى أي رد فعل قد ينتج عن ذلك.

– المكان المناسب: احرص على أن يكون مكان التسجيل مناسباً وبعيداً عن عوامل التشويش التي تؤدي إلى فشل المقابلة. وإن كنت لا تملك معدات تسجيل جيدة، لا تتردد في استخدام تطبيق بوديو لتسجيل، تحرير، نشر وتوزيع محتواك بجودة عالية وبشكل احترافي.

3- إجراء المقابلة:

– الإصغاء: عند طرح سؤال معيّن لا بدّ من أن تصغي الى الإجابة جيداً. فالاستماع الجيد ينعكس إيجاباً على مسار المقابلة لأنه يشعر الضيف بمدى اهتمامك فيقدّم لك معلومات ثمينة، كما يساعدك على خلق أسئلة متابعة تجعل الحوار أعمق وأهم.

– عدم مقاطعة الضيف: هذا الفخ قد يقع فيه الكثير من المبدعين. ننصحك بأن تترك الضيف ينهي فكرته ولا تقاطعه لأنك قد تشوّش تفكيره. ولكن أيضاً، عليك أن تنتبه الى أن لا يأخذ الضيف الحوار الى مكان بعيد، وهنا قد تقاطعه بلباقة في الوقت المناسب لتعيد الحديث الى مساره الصحيح.

– المرونة في طرح الأسئلة: قد تضطر الى عدم طرح الأسئلة كافة التي سبق وحضّرتها. كن مرناً بما يكفي واترك المحادثة تأخذ مجراها الطبيعي، إذا شعرت أن  النقطة التي يتطرّق إليها الضيف مهمة.

فن إجراء المقابلة: تفاعل وتطوير

المقابلة لا تنتهي عند انتهاء التسجيل، بل التفاعل من بعدها ضروري لنجاحها أكثر.

1-   التفاعل بعد المقابلة:

– الشكر: بعد انتهاء تسجيل المقابلة لا بدّ من شكر الضيف على وقته وأفكاره ومعلوماته. كذلك، لا تتردد في إرسال رسالة تقدير للضيف في وقت لاحق، لأن هذا الأمر يعزز العلاقة أكثر.

– الترويج للمقابلة: هذه الخطوة مهمة لوصول الحلقة إلى عدد كبير من المستمعين. استخدم وسائل التواصل الاجتماعي وكل أدوات التسويق المتاحة، كما شارك الحلقة مع الضيف واطلب منه التسويق لها أيضاً. هذه الخطوة تشعر الضيف بأهميته في المقابلة وتحثّه على المساهمة في انتشارها ووصولها الى جمهور أوسع.

2- التطوير:

– النقد الذاتي: بعد كل مقابلة، لا بدّ في أن تفكّر في نفسك بالخطوات التي عليك أن تتخذها لتحسّن المحتوى ونقاط الضعف التي عليك أن تعمل على تقويتها.

– مواكبة التطوّر: كل يوم هناك أسلوب جديد وتغيّرات مهمة تحدث في عالم البودكاست. ننصحك بأن تواكب هذه التغيّرات لتحسّن جودة محتواك ومضمون المقابلات.

فن إجراء المقابلة: أسئلة مثيرة للاهتمام تجعل المحتوى مشوّقاً

لتكون المقابلة متميزة، لا بدّ من طرح أسئلة خارجة عن المألوف تسلّط الضوء على جوانب غير متوقعة وتثير التفكير.

– الأسئلة الشخصية المتعمقة: يمكنك مثلاً أن تسأل الضيف عن التحديات المهمة التي واجهها في حياته المهنية، والدروس التي تعلّمها من هذه التحديات وكيف استطاع التغلّب عليها. هذا النوع من الأسئلة يجعل الحوار أكثر عمقاً ويشعر الضيف بأهمية تجربته في مساعدة الآخرين.

– الأسئلة حول الرؤية المستقبلية: مثلاً: كيف ترى مستقبل مجال عملك في السنوات القادمة؟ هذا السؤال يسلّط الضوء على مستقبل المهنة ويفتح آفاقاً جديدة غير متوقعة.

– الأسئلة الافتراضية: هذا النوع من الأسئلة يحفّز الإبداع والخيال. يمكنك مثلاً أن تجعل الضيف يتخيّل أموراً لم تحصل والتفكير في كيفية تصرّفه لو عاش بعض التجارب. مثلاً: لو لم تختر هذه المهنة، أي مهنة أخرى كنت اخترت؟ أو: لم كنت مكان (شخصية ما) كيف كنت تصرّفت لو عشت الظروف نفسها؟

فن إجراء المقابلة سيف ذو حدين. فهو أمر سهل جداً، ولكنه أيضاً صعب جداً. عليك أن تكون ذكياً وتعرف كيف تبتعد عن الفخاخ التي تعيق رحلتك. اتّبع هذه النصائح بحنكة واعلم أنك ستنجح وتلمع.