“كيف تعزز برامج البودكاست المساواة؟”، هذا السؤال الجوهري هو موضوعنا اليوم، وسنحاول الإجابة عليه. وقبل الغوص في التفاصيل، فلا بدّ بداية من الاعتراف بأن موضوع المساواة بين الجنسين هو من القضايا الإشكالية في المجتمع العربي، فقسم من الناس يعترف بضرورة المساواة بين الرجل والمرأة، والقسم الآخر يشدّد على أنه لا يمكن تطبيق هذه المساواة أبداً.
فكيف يمكن أن تعزز برامج البودكاست المساواة بين الجنسين من دون أن تهمّش القسم الذي لا يعترف بهذا المفهوم؟
باتت اليوم الهواتف المحمولة من ضروريات الحياة اليومية، فالنساء والرجال يمتلكونها. من هنا تستطيع هذه الهواتف وبرامج البودكاست أن تحقق المساواة بين الجنسين من خلال إعطاء المستخدمين الحرية. في الواقع، يستطيع المستمعون، من النساء والرجال، الاستماع الى البرامج التي يريدون، في أي وقت وأي مكان.
كما يستطيعون أيضاً تحديد الموضوع الذي يحبّونه، والاستماع الى حلقة معيّنة ومحددة، وبالتالي إطلاق العنان لأفكارهم وإبداعاتهم والخروج من الدائرة الصغيرة التي يعيشون بها الى مكان أوسع، فيه معلومات كثيرة ووجهات نظر مختلفة للأمور.
برامج البودكاست لا تفرّق بين رجل وامرأة، فهي تقدّم للمستمعين، من الجنسين، المعلومات الصحيحة والدقيقة وتحفّزهم على التحرّر من القيود لتحقيق أنفسهم وطموحاتهم وتخطي كل العقبات والحواجز.
بالإضافة الى ذلك، تلعب برامج البودكاست دوراً مهماً في الانفتاح ونشر الوعي بين أفراد المجتمع. هذه البرامج قادرة على المساعدة في إحداث نقلة نوعية في طريقة تفكير المجتمعات والمساهمة في النظر الى أي موضوع من الزوايا المحتلفة لفهمه من جوانبه كافة، وعدم الحكم على عليه بناء على الزاوية المرئية فقط، بل الغوص والتعمّق فيه لفهم تفاصيله جيداً.
برامج البودكاست تقدّم للمبدعين، من النساء والرجال، فرصاً عديدة للتعبير عن أفكارهم وتقديم معلوماتهم بحرية تامة، وطبعاً مع احترام الآراء المختلفة وكل فئات المجتمع.
برامج البودكاست، قد تكون الوسيلة الحديثة والسهلة التي تساعدكم على القيام بالخطوة الأولى خارج الدائرة الصغيرة التي تعيشون فيها، فترون الأمور بطرق مختلفة من ثمّ تقرّرون وتحكمون على أي موضوع، وتعرفون أن الكفاءة والحرية لا ترتبطان بجنس أو دين أو لون. فتكون هذه الخطوة هي الأولى نحو تحقيق المساواة بين أفراد المجتمع.
ابدأوا الآن رحلتكم في عالم البودكاست، واكبوا التطوّر واعطوا أنفسكم فرصة الإبداع لتحقيق الذات.