هل تتذكرون عام 2014؟ كان الناس يحتفلون ببرامج البودكاست ويقبلون عليها بكثرة.
وكان لكل موضوع مكانة كبيرة خاصة به، بدءًا من قصص الجريمة الحقيقية وحتى دروس “يوغا القطط”.
لكن تمهلوا قليلاً، لأن هذه الضجة الخاصة بالبودكاست قد تكون على وشك الانتهاء. فهل هذه هي النهاية أم مجرد فصل جديد؟
إليكم الصورة: الاندفاع يتباطأ. لم تعد الإعلانات تتدفق كما كانت في السابق، وحتى المبدعون أصحاب الأسماء الكبيرة يشعرون بالضغط. وببساطة فقد ظهر عدد هائل من برامج البودكاست، يفوق حاجة الناس.
فماذا يعني هذا؟ هل حان الوقت للابتعاد عن البودكاست والتوجّه نحو الصمت؟ لا، ليس بهذه السرعة. فربما يُدخل القيمون على صناعة البودكاست بعض التغييرات على هذا العالم، لكن الأمر لم ينته بعد. فكّروا في هذه الخطوة على أنها خطوة نحو التطوّر وليست النهاية.
أولاً، توقعوا أن يتم تحسين المواضيع العامة. لقد ولّت أيام السعي لاتباع شتى الوسائل لإرضاء شريحة واسعة من المستمعين. سوف تسود المواضيع المحددة للغاية، التي تلبي احتياجات المجتمعات المتشددة بمحتوى شديد التركيز.
ثانياً، سيصبح التفاعل أمراً لا بد منه. تخيّلوا البودكاست مساحة لا تكونون فيها مجرد مستمعين، بل من المساهمين في صناعة المحتوى. في الواقع، ستحوّلكم استطلاعات الرأي المباشرة وجلسات الأسئلة والأجوبة وحتى الروايات الخاصة بكم إلى مشاركين نشطين.
ثالثًا، استعدوا لصعود الـ micro-podcast. سوف تلفت اهتمامنا برامج صوتية صغيرة الحجم. فكّروا في دفعات من الحكايات المضحكة مدتها 10 دقائق بدلاً من الغوص العميق لمدة ساعة. إنها برامج البودكاست المعادلة لخاصية القصص القصيرة على إنستغرام – سريعة ومؤثرة ومثالية للاستهلاك أثناء التنقل.
أخيرًا، استعدوا لبعض عمليات المزج المثيرة للاهتمام. برامج بودكاست إخبارية مع المسرحيات الكوميدية الارتجالية؟ طبعاً، لم لا؟ قصص الجريمة الحقيقية تجتمع مع عالم الطبخ؟ استعدوا. فالحدود غير واضحة، وستكون رحلة صوتية جامحة.
هل يمكن القول أن الرحلة في عالم البودكاست انتهت؟ طبعاً لا. ما يحصل الآن مجرّد تحوّل نحو شيء جديد ومثير.
لذلك، استعدوا لمفاجأة سارة ستذهلكم. أما بالنسبة للمخلفات المحتملة؟ الأمر متروك لكم تمامًا وعدد الحلقات الإضافية التي تقومون بتنزيلها.