هل تتذكرون غوغل بودكاست Google Podcasts؟
هذه المنصة التي كانت واعدة، والتي تم إطلاقها وسط ضجة كبيرة في عام 2016، بدت مستعدة لغزو عالم الصوت. ولكن، وبعد مرور 5 سنوات، اختفت من عالم البودكاست. فما الذي أوصل غوغل بودكاست الى “مقبرة” غوغل؟
نعم، هناك موقع على الإنترنت لذلك. اربطوا أحزمة الأمان يا عشاق الصوت، لتستمتعوا بقصة الفرص الضائعة، المنافسة الشرسة، واندفاعة من الرهبة الوجودية.
الفصل الأول: ولادة نجم (باختصار)
ظهرت غوغل بودكاست Google Podcasts لأول مرة بواجهة أنيقة وتكامل سلس مع خدمات غوغل الأخرى. فبدا الأمر وكأنه القطعة المفقودة في خطة الشركة الكبرى للسيطرة على عالم الصوت. كانت برامج البودكاست رائجة، وكانت Google Podcasts تقدم أهمها، إذ قدمت توصيات مخصصة واستماعًا مريحًا عبر الأجهزة. لكن الفرحة لم تدم طويلاً.
الفصل الثاني: فشل الفيلم الروائي
على عكس منافسيها، ظلت غوغل بودكاست تقدّم الخدمات الأساسية فقط. فلا توجد أدوات تحرير رائعة، ولا قوائم تشغيل منسقة، ولا ميزات مجتمعية. لقد كانت مثل هاتف ذكي بدون تطبيقات – عملي، لكنه يفتقد الشرارة التي تشعل العاطفة. وفي الوقت نفسه، كانت المنصات المنافسة مثل Spotify و Apple Podcasts ومنصة البودكاست الرائدة في العالم العربي بوديو، تبني إمبراطوريات، تقدّم محتوى حصريًا وميزات تفاعلية وقيم إنتاجية رائعة.
عندها، بدأ تطبيق غوغل بودكاست، العالق في عالمه البعيد عن التجدد، يبدو وكأنه هاتف قديم في عالم أجهزة آيفون.
الفصل الثالث: اشتداد المنافسة
أصبحت صورة عالم البودكاست غير مقيّدة وخارجة عن المألوف. رفعت شركات معروفة مثل Spotify و Apple حجم الرهان، في حين ظهرت منصات منافسة جديدة مثل Luminary و Stitcher Premium وبوديو قدمت برامجها الشخصية والمصممة خصيصًا لكل فرد، وتنافست مع بعضها لتحتل المرتبة الأولى في عالم البودكاست.
وهنا، وجدت منصة غوغل بودكاست، بخدماتها الأساسية، نفسها محصورة بين الشركات العملاقة والشركات الناشئة.
الفصل الرابع: التلاشي البطيء
على الرغم من التحديثات العرضية والتعديلات الطفيفة، ظلت غوغل بودكاست بدون تغيير جذري. عندها، ارتفعت همسات السخط، إذ أعرب المبدعون والمستمعون على حد سواء عن أسفهم للافتقار إلى الابتكار. تضاءلت أعداد التنزيلات، انخفض التفاعل وأصبحت المنصة “مدينة أشباح”، تطاردها الأصداء الخافتة لمجدها السابق.
الفصل الأخير: ما الذي ينتظرنا؟
هل هذه هي نهاية خدمة غوغل بودكاست؟ ليس بالضرورة.
لا تزال الشركة تمتلك الموارد والقدرة على تغيير الأمور. ربما يكون من المناسب إجراء إصلاح شامل، وهو عبارة عن عملية إبتكار تضفي الإثارة والميزات الجديدة إلى النظام الأساسي. أو ربما تجد غوغل بودكاست مكانها المناسب، إذ تلبي احتياجات جمهور محدد بشكل دقيق. الوقت وحده هو الذي سيحدد ما إذا كان من الممكن طرد شبح البودكاست، أو ما إذا كان مقدرًا له أن يتجول في المقبرة الرقمية إلى الأبد.
الخاتمة
ما رأيك عزيزي القارئ؟ هل تستحق Google Podcasts مصيرها، أم تم سحقها ظلماً من قبل الطاغوت التنافسي؟
ولا تنس أنه يمكنك استكشاف عالم البودكاست مع بوديو، التي لا تزال تقدم خدماتها بابتكار شديد وتميز لا مثيل له!