في عصر السرعة الذي نعيش فيه اليوم، يبحث الناس عن وسائل تساعدهم على اكتشاف المعلومات وتناسب أوقاتهم واهتماماتهم.
من هنا، تظهر المقارنة بين برامج البودكاست والكتب، لتحديد الوسيلة التي تلبي احتياجات الناس وتساعدهم في الوصول إلى المعلومات التي يريدون.
أكملوا قراءة هذه المقالة لتتمكنوا من تحديد الوسيلة التي تناسبكم:
برامج البودكاست والكتب: مقارنة دقيقة وتفصيلية
– سهولة الوصول:
يستخدم الناس الهواتف يومياً للتواصل واكتشاف المعلومات.
وفي المقارنة بين برامج البودكاست والكتب، لا بدّ بداية من تسليط الضوء على سهولة الوصول إلى محتوى البودكاست في أي وقت وأي مكان. يمكنكم الاستمتاع بأي بودكاست يعجبكم على بوديو، أهم منصة بودكاست عربي، عبر الهاتف أو أي جهاز لوحي مجاناً وبدون إنترنت.
أما في ما يتعلّق بالكتب، فلا بدّ من شرائها أو استعارتها. وإن قرّرتم استخدام الكتب الإلكترونية وقراءتها عبر الهاتف، فلا بدّ من أن تدفعوا ثمنها.
– سهولة الاختيار وتنوّع المواضيع:
غالباً ما تكون حلقات البودكاست قصيرة وتعالج موضوعاً محدداً يندرج ضمن الموضوع العام. وبالتالي، فإن التنقّل بين الحلقات واختيار الاستماع الى فكرة معيّنة ومحددة أمر سهل للغاية مع برامج البودكاست.
هذا الأمر قد يكون أصعب عند اختيار الكتب، سواء كانت ورقية أو إلكترونية. العثور على محتوى معيّن في الكتب يتطلّب وقتاً أطول.
وعند التحدّث عن تنوّع المواضيع، تتميّز برامج البودكاست بالتنوّع الهائل بالمواضيع التي تطال المجالات المختلفة. كل هذا التنوّع متاح أمام المستمعين على تطبيق واحد، وهو تطبيق بوديو، الأوّل في العالم العربي.
وصحيح أن الكتب توفّر تحليلاً أعمق وأكثر شمولاً للمواضيع، لكن كل كتاب يعالج موضوعاً معيّناً، إن كان تاريخياً أو سياسياً أو اقتصادياً… وبالتالي، إذا أراد المستخدم أن يغوص في موضوع جديد، فعليه شراء كتاب آخر.
– التجربة الصوتية مقابل النصية:
هنا، لا يمكن تحديد التجربة الأفضل التي تناسب الناس بشكل عام. في الواقع، على كل شخص أن يحدد التجربة التي تناسبه وفقاً لوقته وتفضيلاته. فإن كان الشخص يفضّل المعلومات البصرية، عليه أن يقرأ الكتب. أما إذا كان يستطيع تخزين المعلومات وحفظها عبر الصوت، فحتماً يعتبر اختيار برامج البودكاست وسيلته المثالية.
وبسبب المرونة التي تميّز برامج البودكاست، يستطيع المستخدمون الاستماع إلى محتواها السريع والمتنوّع أثناء التنقل، ممارسة الرياضة، التسوّق… في حين أن قراءة الكتب تتطلّب تركيزاً أكبر ووقتاً أطول.
– الإنتاج والإبداع:
لا شكّ أن الإبداع من أهم عناصر برامج البودكاست والكتب، لأنه العنصر الذي يجذب الجمهور. لكن الإبداع في إنتاج البودكاست قد يكون أسهل من الكتب التي تتطلّب إبداعًا أدبيًا عميقًا. وبسبب قصر حلقات البودكاست وقدرة المبدعين على استخدام الموسيقى والمؤثرات الصوتية، يستطيع المبدعون جذب الجمهور بطريقة أسهل من الكتب.
أما بما يخص انتظام الإنتاج، فإن برامج البودكاست تقدّم يومياً، أسبوعياً أو حتى شهرياً حلقات جديدة تواكب الأحداث الجارية. لكن الأمر يختلف بالنسبة إلى الكتب التي يحتاج إنتاجها إلى وقت أطول، بخاصة إذا كان المحتوى يتطلب بحثًا. هذا الأمر يجعل الكتب أقل ملاءمة لمن يبحث عن محتوى سريع التحديث.
– التفاعل مع المحتوى:
القدرة على التفاعل مع محتوى البودكاست، هدف جديد تسجّله المدونات الصوتية على حساب الكتب. يستطيع المستمعون التفاعل مباشرة مع محتوى أي بودكاست عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها. أما عند قراءة أي كتاب، فيكون التفاعل عبارة عن استجابة فكرية لا تفاعلاً حياً ومباشراً.
باختصار، تقود المقارنة بين برامج البودكاست والكتب إلى اكتشاف أن برامج البودكاست تتماشى أكثر مع العصر السريع وكثرة الانشغالات اليوم. ولكن، تبقى الكتب وسيلة مهمة للتعمّق الجيّد في أي موضوع من جوانبه كافة.
وبالتالي، على كل شخص أن يختار بنفسه الوسيلة التي يفضّلها وتناسب اهتماماته أكثر بين برامج البودكاست والكتب.