أن تقدّم محتوى يشبهك وتجد أنه يترك صدى وتأثيراً لدى الجمهور، فهذا دليل ممتاز على نجاحك. لذلك، فإن بناء مجتمع رقمي حول البودكاست الخاص بك أمر ضروري في رحلتك نحو القمة.
فما هي أهمية البودكاست في المجتمع الرقمي؟ وما هي الخطوات التفصيلية التي عليك اتّبها لبناء مجتمع رقمي حول البودكاست الخاص بك؟
البودكاست في المجتمع الرقمي
“بودكاست” كلمة نسمعها بكثرة اليوم، إذ استطاعت هذه البرامج أن تحتل الصدارة وتحصد شعبية هائلة بالمقارنة مع وسائل الإعلام التقليدية. فما الذي يميز هذه المدونات الصوتية عن غيرها في العصر الرقمي اليوم؟
- سهولة الوصول: برامج البودكاست مثالية لنمط الحياة السريع الذي نعيشه اليوم. في الواقع، يمكن للشخص الغوص في الموضوع الذي يجذبه في أي وقت وأي مكان، وحتى بدون إنترنت مع منصة بوديو.
- الحرية: المدونات الصوتية تعطي الحرية للجمهور. فكل مستمع يستطيع أن يختار الحلقة التي يريد، عن الموضوع الذي يريد ويستمع إليها في الوقت الذي يحدده. وبالتالي، المستمع ليس مجبوراً على اتّباع أو احترام توقيت بث معيّن مثل الوسائل الإعلامية الأخرى. فالمستمع سيّد القرار ويستطيع أن يعيد تشغيل حلقة أو مقطع معيّن مرات عدة بكل حرية.
- تنوّع المحتوى: برامج البودكاست تعالج المواضيع كافة. من الصحة إلى التغذية، فالعلوم، الاقتصاد، الاجتماع، التكنولوجيا، التعليم، الترفيه والأعمال… هناك بودكاست عن كل مجال وموضوع.
تكلفة الإنتاج المنخفضة: إنتاج البودكاست لا يتطلّب ميزانية ضخمة مثل وسائل الإعلام الأخرى. فالمبدع الذي يختار منصة بوديو مثلاً، لا يحتاج الى معدات إحترافية، إذ يستطيع تسجيل، تحرير، نشر وتوزيع المحتوى من الهاتف.
بناء مجتمع رقمي حول البودكاست
بناء مجتمع رقمي حول البودكاست يتطلب تخطيطًا دقيقًا واستراتيجيات مستمرة للتفاعل مع الجمهور. إليك الخطوات التفصيلية التي يجب عليك اتّباعها لتحقيق هذا الهدف:
1- معرفة الجمهور: هذه الخطوة مفتاح النجاح في عالم البودكاست. فالجمهور أساس البودكاست وهو الذي يقيّمه. لذلك، عليك أن تقدّم محتوى يشبهك مناسباً لجمهورك المستهدف. ولتعرف جمهورك أكثر، عليك أن تعرف خصائصه، بما في ذلك الجنس، العمر، الاهتمامات… كما يمكنك أيضاً أن تجري مثلاً استطلاعات رأي مع المستمعين المحتملين لتتعرّف إليهم أكثر وتعرف احتياجاتهم وتفضيلاتهم.
2- المحتوى القيّم: بعد التعرّف جيّدا الى الجمهور، لا بدّ من أن تقدّم له المحتوى الذي يجذبه ويهمه. لذلك، اختر المواضيع التي يحب الجمهور المستهدف اكتشافها وقدّمها له بقالب جديد وحبكة مشوّقة. كذلك، لتحافظ على اهتمام الجمهور، لا بدّ من أن تقدّم محتوى متنوّعاً. فالتنوّع في المواضيع، المقابلات والحوارات… طريقة تجذب المستمع.
3- التسويق والترويج للبودكاست: تلعب وسائل التواصل الاجتماعي اليوم دوراً أساسياً في انتشار أي محتوى. لذلك، فإذا أردت أن ينتشر البودكاست الخاص بك، لا بدّ من أن تستخدم هذه الوسائل للتسويق والترويج له. اختر 30 أو 60 ثانية جذابة من الحلقة وانشرها على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بك، بذلك ستثير فضول المستمعين المحتملين وتدفعهم الى الاستماع الى الحلقة الكاملة. كذلك، يمكنك التعاون مع المؤثرين في المجال نفسه للترويج للبودكاست، أو يمكنك أيضاً الظهور كضيف في برامج بودكاست أخرى لتوسيع قاعدة جمهورك.
4- تحليل البيانات والأرقام وتحسين الأداء: مع منصة بوديو يمكنك معرفة أرقامك بالتفصيل وتحليلها لتعرف كيفية تحسين المحتوى. هذه الخطوة تساعدك على فهم جمهورك أكثر، تحليل سلوكه ومعرفة الحلقات أو المواضيع الأكثر استماعاً. كذلك، يمكنك أن تغيّر المحتوى وتحسّنه بناء على تعليقات الجمهور وملاحظاته على وسائل التواصل الاجتماعي. هذه الخطوة تجعل المستمعين يشعرون بمدى أهميتهم لديك ويعرفون حجم دورهم الكبير في البودكاست. كذلك، من المهم أن تعرف منافسيك جيّداً، لاكتشاف نقاط قوة برامج البودكاست الأخرى وضعفها وتعديل استراتيجياتك بناء على ذلك.
5- التفاعل مع الجمهور: أن تخلق علاقة مميزة مع جمهورك من أساسيات بناء مجتمع رقمي حول البودكاست الخاص بك. وهنا، لا بدّ من أن تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتتفاعل بطريقة نشطة مع المستمعين. لذلك، قم بالرد على تعليقاتهم وأسئلتهم بانتظام، كما يمكنك أن تخصص قسماً من البودكاست لتتحدّث عن هذه التعليقات أو تجيب على الأسئلة.
6- بناء مجتمع تفاعلي مستدام: يمكنك إنشاء مجموعات خاصة بالبودكاست على وسائل التواصل الاجتماعي لمناقشة الحلقات وتبادل الأفكار مع المستمعين، مع التأكد من التفاعل المستمر معهم وعدم الانقطاع عنهم لفترات طويلة. كما تستطيع أن تقدّم محتوى حصري وإضافي لأعضاء المجتمع، فيشعرون بالتميز وأهميتهم بالنسبة لك. كذلك، لماذا لا تنظّم جلسات مباشرة مع جمهورك؟ يمكنك مثلاً أن تلتقي بهم ببث حي على إنستغرام مثلاً لتتفاعل معهم بشكل مباشر.
البودكاست وسيلتك الأوفر والأكثر انتشاراً اليوم لتعبّر عن أفكارك ونفسك بكل حرية وتصل إلى عدد كبير من المستمعين. فبدون ميزانية ضخمة أو حتى استديو فاخر، تستطيع مع البودكاست أن تدخل كل بيت وتترك بصمة مميزة خاصة بك. فلماذا لا تستفيد من هذه الفرصة لتعيش حريتك وتحسّن المجتمع؟ ابدأ الآن، أطلق البودكاست الخاص بك وكن قدوة لغيرك.